الشرق الأوسط فوق صفيح ساخن 1

مواقف القوى الإقليمية والدولية من الصراعات في أوكرانيا والسودان.

تواجه منطقة الشرق الأوسط تحديات جيوسياسية متعددة في ظل الصراعات المستعرة في أوكرانيا والسودان. وتختلف مواقف القوى الإقليمية والدولية إزاء هاتين الأزمتين.

أولاً: المواقف من الحرب الروسية الأوكرانية

تتبنى مصر موقفاً متوازناً يدعو إلى الحلول السلمية وفقاً لميثاق الأمم المتحدة، في حين تميل كل من إسرائيل والسعودية والإمارات إلى تأييد الموقف الأوكراني بشدة في مواجهة التوسع الروسي.

ويعكس ذلك رغبة هذه الدول في إضعاف روسيا التي تنافس النفوذ الغربي في المنطقة، إلى جانب تعاطفها مع أوكرانيا التي تواجه غزواً عسكرياً واضحاً.

كما تحرص هذه الدول على المحافظة على علاقاتها الاستراتيجية مع الولايات المتحدة التي تقود التحالف الغربي ضد روسيا.

وفي المقابل، تحاول مصر المحافظة على علاقاتها التاريخية مع روسيا رغم اختلافها مع سياسات موسكو في أوكرانيا، من منطلق الحياد الإيجابي وعدم الانحياز.

ثانياً: المواقف من الأزمة السودانية

تخشى مصر من تفكك السودان أو سيطرة قوى متشددة عليه نظراً للآثار السلبية على أمنها القومي. لذلك تدعو إلى استقرار السودان ووحدته.

بينما تدعم السعودية والإمارات المكون العسكري بزعامة "حميدتي"، وترفض التحول الديمقراطي الذي قد يقوض حلفاءها في السودان.

كما تخشى هاتان الدولتان من تنامي النفوذ التركي والقطري في السودان عبر دعم التيارات الإسلامية والمعارضة.

أما إسرائيل فتشاطر مصر قلقها من تدخل روسي محتمل عسكرياً في السودان عبر منظمة فاغنر الأمنية التابعة للكرملين.

وهكذا، تتباين مصالح القوى الإقليمية حيال الأزمات الراهنة، ما يعكس تعقيد المشهد الجيوسياسي في الشرق الأوسط. وستظل مصر مضطرة للملاءمة بين مصالحها الاستراتيجية وعلاقاتها الدولية المتشابكة في ظل هذه الأزمات.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

اضطراب الوسواس القهري وعلاجه باستخدام العلاج السلوكي المعرفي

تفسير الحروب في الأحلام :دلالات ومعاني مختلفة

السلطان عبد الحميد الثاني ورفضه للمشروع الصهيوني: بين الضغوط الخارجية والصراعات الداخلية