JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

-->

أزمة السكن في مصر: من تعقيدات الماضي إلى آفاق المدن الجديدة.


كانت أزمة السكن في مصر واحدة من القضايا الكبرى التي أثرت على حياة الأفراد والمجتمع لعقود طويلة. تناولت السينما المصرية هذه المشكلة بواقعية شديدة في أفلام مثل "الحب فوق هضبة الهرم" و"كراكون في الشارع"، مما ألقى الضوء على تعقيداتها وآثارها العميقة على الشباب والأسر.

"الحب فوق هضبة الهرم": صرخة من أجل الخصوصية
في فيلم "الحب فوق هضبة الهرم" (1986)، عكس المخرج عاطف الطيب كيف يمكن أن يدفع الفقر وانعدام الفرص الشباب إلى خيارات يائسة. عجز البطلان، علي وأحلام، عن تأمين مسكن خاص جعلهما يلجآن إلى أماكن عامة للقاء، في مواجهة مجتمع لا يتسامح مع هذا النوع من المحاولات. الفيلم لم يكن فقط عن أزمة سكن، بل كان تصويرًا لأزمة أعمق تتعلق بفقدان الخصوصية وانعدام الكرامة تحت ضغط الواقع الاقتصادي.

"كراكون في الشارع": حلول مبتكرة في مواجهة التعقيد
على النقيض، قدم فيلم "كراكون في الشارع" (1986) رؤية أكثر طرافة ولكن بنفس العمق. المهندس شريف وزوجته اضطرا للعيش في سيارة متنقلة بعد طردهما من شقتهما، ما يعكس قدرة المصريين على التأقلم والابتكار حتى في أكثر الظروف قسوة. الفيلم كشف كيف أن أزمة السكن ليست فقط مشكلة بناء أو مال، بل تتعلق بمنظومة متكاملة تشمل قوانين الإيجارات، تخطيط المدن، والثقافة المجتمعية.

المدن الجديدة: انفراجة جزئية لأزمة مزمنة
اليوم، ومع إنشاء المدن الجديدة مثل العاصمة الإدارية، العلمين الجديدة، وأكتوبر الجديدة، تغيرت طبيعة أزمة السكن في مصر. توفر هذه المدن وحدات سكنية بمستويات مختلفة، ما ساعد على تخفيف حدة الأزمة جزئيًا. ومع ذلك، تظل التحديات قائمة، مثل ارتفاع تكلفة الوحدات السكنية وصعوبة الانتقال إلى هذه المدن في ظل ضعف البنية التحتية والمواصلات.

السينما كمرآة للتغيير
أفلام مثل "الحب فوق هضبة الهرم" و"كراكون في الشارع" وثقت واقعًا مريرًا كانت تواجهه الأسر المصرية في الماضي، لكنها أيضًا تذكرنا بأن حل الأزمات يتطلب تغييرات هيكلية تتجاوز بناء المساكن إلى توفير فرص العمل، تحسين القوانين، وضمان البنية التحتية. وبينما حققت المدن الجديدة تقدمًا، يبقى الوصول إلى حل جذري يتطلب رؤية شاملة تراعي احتياجات الفئات المختلفة.

كيف ساعدت المدن الجديدة في تخفيف أزمة السكن؟


مع التطور العمراني المتسارع، أصبحت المدن الجديدة مثل العاصمة الإدارية الجديدة، العلمين الجديدة، وأكتوبر الجديدة بمثابة حل مبتكر لتخفيف حدة أزمة السكن التي عانت منها مصر لسنوات. هذه المدن توفر وحدات سكنية بمستويات مختلفة تناسب جميع الفئات، بالإضافة إلى بنية تحتية متطورة تشمل المدارس والمستشفيات ومناطق العمل.


تشير الإحصائيات إلى أن مصر أنشأت أكثر من 24 مدينة جديدة خلال السنوات الأخيرة، تستوعب ملايين السكان، مما ساهم في تخفيف الضغط عن المدن الكبرى مثل القاهرة والإسكندرية. رغم ذلك، لا تزال هناك تحديات تتعلق بأسعار الوحدات وصعوبة الوصول إلى هذه المدن بسبب ضعف المواصلات العامة.


إضافةً إلى ذلك، يعكس نجاح هذه المشاريع رؤية الدولة في تحقيق التنمية المستدامة من خلال توفير بيئة معيشية توازن بين الاحتياجات الاجتماعية والاقتص

ادية.



الخاتمة
من التعقيد الذي صورته السينما في الماضي إلى الجهود المبذولة اليوم، تمثل أزمة السكن قصة مصرية مستمرة. الأفلام القديمة لم تكن مجرد قصص ترفيهية، بل شهادات على أزمات اجتماعية عميقة، يمكن الاستفادة منها لفهم الماضي والعمل على تحسين المستقبل.

الاسمبريد إلكترونيرسالة