المشاركات

عرض المشاركات من مارس, 2024

لغز النفس .

صورة
في بعمق اللحظات التي تتجلى فيها ألوان الفجر الروحي، تتراقص أفكار البشر حول نفسهم، تجمع بين الحيرة والدهشة أمام لغز الوجود البشري. إن النفس البشرية، تلك المتاهة الغامضة التي تتخذ من خيوط الوعي خيمة لتستظل بها، تتراوح بين جمال الفهم وعمق الغموض. في عالم الوعي، تتلاعب الأفكار كأمواج عاتية، تلتقي وتتفرق في مد وجزر، تجسد الوعي قدرة الإنسان على إدراك ذاته والعالم من حوله. هنا ينسج العقل خيوط فهمه، ينقش التفكير مساراته في أرضية الوعي، ينبثق العقل كمهارة فائقة تحيل التفاصيل إلى تجارب لا تُنسى. وفي رحاب المشاعر، تتراقص الأحاسيس كأغانٍ متناغمة، ترسم الفرح والحزن والغضب لوحة متنوعة من تجارب الحياة. إن المشاعر تعزف سيمفونيتها، تجلب معها الحياة إلى حالة فنية تعكس جمالية الإنسان وعمق تفاعله مع الواقع. ومع كل طابع فردي، ينسج الشخصية قصة الإنسان. تتجلى السمات والسلوكيات لتكوِّن لوحة فريدة، تحمل بين طياتها تاريخاً خاصاً ورحلة معرفية. الشخصية تعكس تناغماً بين الوراثة والبيئة، تجسد انعكاس الذات على ساحة الحياة. وعلى مسرح السلوك، يروي الإنسان حكاية تفاعله مع العالم. يكون السلوك لوحة فنية تعكس استجابته للت...

الشدة المستنصرية ودور قائد الجيوش

صورة
## **الشدة المستنصرية: مأساة لا تُنسى تحكيها تضاف إلى تاريخ مصر** **مقدمة:** ترتسم قصة "الشدة المستنصرية" في تاريخ مصر كمرحلة مظلمة امتدت لسبع سنوات، حيث عاش الشعب المصري تحت وطأة الجوع واليأس خلال فترة حكم الخليفة الفاطمي المستنصر بالله. إنها فترة أثرت بشكل كبير على نسيج المجتمع المصري. **بداية الكارثة:** انطلقت مأساة الشدة المستنصرية بانحسار فيضان نهر النيل لسبعة أعوام متتالية، حيث تراجعت مياه النيل وجفت الأراضي الزراعية، مما أثار الخوف من اندلاع المجاعة وسط السكان. **تفاقم الأزمة:** لم يقتصر الأمر على قلة فيضان النيل، بل ساهم الفساد في أروقة الدولة وتصاعد الحروب الداخلية في تفاقم الأزمة، ما أضفى على الوضع طابعاً أكثر تعقيداً. **آثار كارثية:** شهدت مصر معاناة هائلة بسبب المجاعة، حيث اضطر الكثيرون إلى تناول الجيف والمواد الفاسدة، مما أدى إلى انتشار الأمراض والأوبئة نتيجة لسوء التغذية. شهدت بعض المناطق انهياراً للأمن وفوضى عارمة، مع نزوح الكثيرين من مصر هرباً من هذا الكابوس. **بدر الجمالي: رجل الأزمة:** لم يكن بدر الجمالي، قائد الجيش الفاطمي، مجرد شاهد عاجز على الكارثة، بل قا...